وُلِدَ الفنّان الفلسطينيّ بشّار الحروب عام 1978 في مدينة القدس، وحصل على درجة الماجستير في «الفنون المعاصرة» من «مدرسة وينشستر للفنون – جامعة ساوث هامبتون» في بريطانيا عام 2010. يستخدم الحروب وسائط مختلفة في أعماله تتنوّع بين التصوير والنحت، الرسم والطباعة والتصوير الضوئيّ والتركيب.
تتعامل أعمال الحروب مباشرة مع المناظرات والجدل حول المكان وكيفيّة أنسنته، ومدى تأثيره في إبداعنا. مؤكّدًا على هويّته الّتي قد تكون وُلِدَت من هذه الأماكن، بوصفها مسألة أساسيّة في إطار السعي الجمعيّ للشعور بالانتماء الاجتماعيّ والثقافيّ للمجتمع، والتوق الجمعيّ المستمرّ للشعور بالارتباط والتجذّر في مكان محدّد، وذلك الإحساس الجمعيّ ما يجعل ملكيّة المكان شديدة الأهمّيّة.
يتأثّر عمل الحروب عميقًا بتلك العواطف الاجتماعيّة والسياسيّة المرتبطة بالمكان، فالأسئلة على غرار سؤال "من نحن؟"، ترتبط بشكل لصيق بسؤال آخر وهو "أين نحن؟"، ويعتقد الحروب أن لا سبيل إلى الخلاص من هذا السؤال إلّا من خلال تحديد الذات مكانها من نفسها ومن الآخرين.
يقول الحروب عن عمله الأخير، «عالم عمر» (2022): "إنّها ليست مجرّد ألعاب، بل ذاكرة تحمل الكثير من التفاصيل... هكذا بدأ ابني عمر حديثه عن مشروعي الجديد. كنت أجمع خلال السنوات العشر الأخيرة بقايا ألعاب ابني عمر، الّتي تعيدني لذاكرة مليئة بالتفاصيل أستعيد من خلالها طفولتي الّتي كنت أراقبها في طفولة ابني. أصبحت الأعمال شائعة الاستخدام في أعمالي خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت مذهولًا بها وشغوفًا بجمعها. عادة ما تدفعني إلى التأمّل في ما أفعل؛ هل أستعيد طفولتي، أم أحمي بجمعها ابني، أم هي مزيج بين الحركة والسكون، الماضي والحاضر، الطفولة والعمر؟".
يكمل الحروب قائلًا: "هذه الألعاب الّتي انطلقت بها من مشروع الحرب والرغبة، تعيدني اليوم إلى التأمّل عبر مجموعة من الصور الفوتوغرافيّة والعمل النحتيّ في عالم مليء بتفاصيل علاقة الأب بالابن، أعيد من خلالها ترتيب العلاقة بين طرفين، واستجمع من خلالها صورًا ومآلات الحياة من خلال ألعاب بريئة تتحرّك بين أصابع ناعمة؛ تقف مكاني لترى نفسك، أو ترى أبناءك كما أرى ابني الآن".
تنشر فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة معرضًا رقميًّا يضمّ مجموعة من الأعمال الفنّيّة التركيبيّة الّتي اشتغل عليها الحروب منذ عام 2014 وحتّى عمله الأخير «عالم عمر» عام 2022.
فنّان بصريّ فلسطينيّ حاز على الجائزة الأولى في «بينالي الفنّ الآسيويّ» (2012). عُرِضَت أعماله في فلسطين وعلى مستوى العالم في عديد المؤسّسات المختصّة بالفنون مثل «معهد العالم العربيّ» في باريس، ومتحف «Imperial war museum»، ومتحف «آغا خان» في تورنتو.
التعليقات